وفي تعريف آخر ننقله من كتاب معلمة المغرب وفيه
قبيلة أنجرة تقع على مشارف جبل طارق ومجالاتها بين مدن طنجة وسبتة
وتطوان، وتشكل احدى قبائل منطقة جبالة، وذكر مؤلف المسالك والممالك أن أهلها من سلالة
المصامدة، ضمن بطن مجكسة ثم غمارة، ومن معالمها القديمة مرسى باب اليم (قصر
مصمودة) ومنه كان العبور الى الاندلس، وكذا جبل موسى، وجزيرة ثورة، وقرية بليونش.
وورد ذكر اسم قبيلة أنجرة لاول مرة في القرن 16م، في كتاب وصف افريقيا
للمؤرخ الحسن بن محمد الوزان الفاسي، ويحمل اسمها معنى (المخطف الذي ترسو به السفن
في المرسى).
وتتشكل قبيلة أنجرة من ثلاثة أقسام تدعى الارباع وهي
ربع الغابويين : ومجاله ساحلي، يمتد بين سبتة والقصر الصغير، ويتكون
من 36 مدشرا، ويلتقي سكانه اسبوعيا في سوق الثلاثاء (تغرمت)،
ربع البحراويين :
ربع البرقوقيين : ويضم 38 مدشرا، ويمتد مجاله بين طنجة والقصر الصغير،
ومركزه الرئيسي (ملوسة) يعقد سوقه يوم الاثنين.
وكان الجهاز المخزني ممثلا في منطقة أنجرة عبر ممثليه السياسيين أو
الصلحاء المرموقين توكل اليهم مهام الوساطة وتهدئة الغليان القبلي، ومن ضمن هؤلاء
الشرفاء البقاليين وأولاد ابي العيش والشرفاء الوزانيين.
المصدر: كتاب معلمة المغرب – مبحث الاستاذ المختار الهراس.
--------------------------------
--------------------------------
من أعلام قبيلة أنجرة
سعيد بن ميمون الصنهاجي الانجري: بعث به
الخليفة عبدالمومن بن علي الموحدي عام 1154م مع مولده عثمان حين ولاه سبتة وطنجة.
سعيد الصنهاجي الانجري السبتي : فقيه مجتهد
اشتغل بالفتوى وتدريس الفقه والحديث بمسجد القفال وبالجامع الاعظم بمدينة سبتة، الى
وفاته عن عمر 90، في فبراير عام 1387م
علي الصنهاجي الانجري السبتي: فقيه صالح
زاهد، اشتغل بتدريس فروع الفقه المالكي في مسقط رأسه بسبتة، متنقلا بين مسجد مقبرة
زجلو ومسجد زقاق الحرة وجامع التبانين من الربض الاسفل، وكان ينزوي بعد التدريس في
الخلوات، ورابطة السواني من أعلى زقاق شوار الاسفل، وفي قالة البساتين من ناحية
الحافة يجني البقول للتعيش به، وانتقل في آخر حياته الى فاس حيث وافته المنية في
عام 1411م.
محمد بن سعيد الصنهاجي الانجري السبتي : عالم
كبير درس في المدرسة الجديدة بسبتة، ثم جاز الى الاندلس، فقرأ على أعلام غرناطة
أمثال أبي سعيد ابن لب، ومحمد الحفار، ومحمد بن بكر، ولما رجع الى سبتة عين إماما ومدرسا
بكرسي أبيه سعيد في مسجد القفال، وكان حافظا لمذهب مالك، مستظهرا لمختصر ابن
الحاجب، متضلعا في الحديث، ملازما لتدريس صحيح مسلم، وغير ذلك من العلوم الدينية،
كما انتصب للشهادة في سماط العدول ملحوظا من طرف حاكم المدينة الى أن أقعده المرض
وتوفي في عام 1400م ودفن بمقبرة أحجار السودان.
المصدر: كتاب معلمة المغرب – مبحث الاستاذ
محمد حجي
القاضي عياض
هو أبو الفضل عياض
بن موسى بن عياض بن عمرون بن موسى بن عياض بن محمد بن عبدالله بن موسى بن عياض
اليحصبي، قدم جده الاعلى عياض من المشرق الى المغرب واستقر في القيروان، ثم انتقل
الى بسطة بالاندلس، ومنها انتقلت عائلته الى فاس حيث اشتهر منهم جده عمرون، ولما
أخذ المنصور بن ابي عامر بعض أهل عياض كرهائن الى الاندس، انتقل عمرون الى مدينة
سبتة وسكن في حي المنارة الى وفاته عام 397هـ مخلفا ولده عياض الذي سينجب موسى
والد القاضي عياض.
ولد القاضي عياض
في عام 476هـ في حضن أسرة اكتسبت عزتها في القيروان وفاس وما أنشأته في سبتة من
المساجد ومقبرتهم، ونشأ في العلم والدين وزاد في الفهم حتى برع ومهر في المجالس
العلمية.
وكانت مدينة سبتة
في عهده مركزا علميا وظهر فيها عدد من الشيوخ ومنهم القاضي ابو عبدالله محمد بن
عيسى، والقاضي ابو محمد عبدالله بن محمد بن منصور اللخمي، والقاضي ابو اسحاق ابراهيم
بن احمد البصري، والخطيب ابو القاسم عبدالرحمن بن محمد المعافري، والفقيه ابو
اسحاق ابراهيم بن جعفر اللواتي المعروف بابن الفاسي وغيرهم.
ثم انتقل الى
قرطبة بالاندلس عام 507هـ لاخذ العلم برعاية من السلطان علي بن يوسف بن تاشفين
المرابطي، وعناية ابن حمدين قاضي الجماعة بقرطبة، وأخذ العلم عن ابن عتاب،
وابوعبدالله التجيبي المعروف بابن الحاج، وأبي عبدالله ابن رشد وغيرهم، ثم انتقل
الى مرسية عند المحدث أبو علي الصدفي، ثم سافر الى تونس ومصر والحجاز، ولقي هناك
المازري والطرطوشي والسلفي وغيرهم حتى بلغوا 100 عالم.
ثم رجع الى بلده
سبتة وعمره 32 عاما، ثم ولي قضاء سبتة عام 515هـ ثم قاي غرناطة عام 531هـ ثم اعيد
قاضيا لسبتة عام 539هـ
ولما قامت الدولة
الموحدية امتنع عن مبايعة خلفائها والدخول في طاعتهم، الى أن دخل الموحدون سبتة عام
543هـ وحملوا القاضي عياض الى مراكش، واستعطف الخليفة عبدالمومن الموحدي فعفا عنه،
وأمره بلزوم مجلسه، وفي عام 544هـ توفي القاضي عياض بمراكش ودفن هناك.
وخلف 30 مؤلفا
وأشهرها كتاب الشفاء وكتاب مشارق الانوار وكتاب ترتيب المدارك وكتاب الالماع وكتاب
بغية الرائد وكتاب الاعلام بحدود قواعد الاسلام، ونال شهرة عالمية حتى قيل عنه في
الأثر (لولا عياض لما ذكر المغرب).
-----------------------------
المصدر : كتاب
معلمة المغرب مبحث الاستاذ محمد بنشريفة
---------------------------------

Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire