*
* * *
*
*
* * *
*
اتحادية قبائل دكالــة
----------------------
- قبيلة الحوزية : قبيلة دكالية صغيرة تحيط بمدينة أزمور، وتحدها شرقا أراضي اتحادية قبائل الشاوية، وشمالا وادي أم الربيع الذي يفصلها عن قبيلة شتوكة الأزمورية، وغربا ساحل المحيط الأطلسي من جهة وقبيلة أولاد بوعزيز من جهة أخرى، وجنوبا قبيلة أولاد فرج، وفي أراضي الحوزية تقع مدينة أزمور (القاعدة القديمة لباشوات المدينة وقياد قبائلها المحيطة بها ومن أشهرهم القائد سي احمد برغاش)، وتنقسم الحوزية الى البطون التالية
o تريات
o بني تامر
o الشرفاء الجارنيين
o أولاد سالم
o أولاد عميرة
o غربية أزمور
o الشرفاء الكرامشة
o أولاد رحمون
o .
-------------------------
الأعلام المتصوفة في قبيلة شتوكة والشياظمة والحوزية الأزمورية والمشهورة أضرحتهم:
- سيدي موسى
- مولاي بوشعيب
- سيدي وادود
- للا عيشة البحرية
- للا يطـو
- سيدي بوبكر مول المدفع
- سيدي محمد الزموري
- سيدي عبدالعزيز
- سيدي أومغنزيـار
- سيدي مسعود
- سيدي محمد وميلود
- سيدي عمـر
- سيدي محمد الاشهب
-
----------------------------------
معالم من
تاريخ بلدة تاركا بدكالة
ورد ذكر مدينة بولعوان في كتاب
(وصف افريقيا) للرحالة الحسن الوزان الشهير باسم (ليون الافريقي) عندما زارها سنة
919هـ / 1514م فقال: تاركا مدينة صغيرة على ضفة وادي أم الربيع بعيدة عن آزمور
بنحو 30 ميلا
(ويذكر هنا المحققون المترجمون
أن تاركا كانت تقع على بعد 35كلم في ملتقى نهري تاركا وأم الربيع على الضفة اليمنى
لهذا النهر ، وقبل أن يستقر كبيرها علي بن وشيمن في تاركا، أسره الناصر الوطاسي
وحمله الى أخيه السلطان بفاس عام 1514م، ثم رجع وترأس قبيلة بني ماجر عند حركة
السلطان محمد الوطاسي سنة 1515م، ثم انتقلت هذه القبيلة كلها الى إقليم فاس ).
وكانت تاركا آهلة بالسكان
محتوية على 300 كانون خاضعة لأعراب دكالة، ولما احتُلت مدينة أسفي انتقل علي بن
وشيمن رئيس الطائفة المعادية للبرتغاليين الى تاركا وسكنها فترة من الزمن مع بعض
أنصاره الأبطال ، وبعد ذلك استقدمه سلطان فاس الى مملكته مع أسرته، فغدت تاركا
خالية تأوي اليها البوم
-----------------------
ترجمة وتحقيق : د/ محمد حجي -
د/ محمد الأخضر
----------------------------------
من أعلام قبيلة الحوزية الأزمورية
-----------------------------------
محمد الرافعي الدكالي
هو
امحمد بن أحمد بن عبدالله الفاضل الرافعي الدكالي، ولد في أزمور، وتوفي سنة 1888م،
حفظ القرآن الكريم على يد جده، ثم واصل تلقيه العلم عن عدد من علماء المغرب، وعمل
مدرسًا للفقه المالكي ولعلوم الحديث بالقرويين بفاس، وكان مرجعا يلجأ اليه المجلس
الأعلى بالرباط في العديد من القضايا الفقهية، له بعض القصائد المنشورة في بعض
مصادر دراسته، وأعمال الأخرى كترجمة مؤلفات الفلاسفة الغربيين في المغرب من خلال
تلميذه عبدالرحمن البنوري، وكتب مقالاً بعنوان {ما الذي أفهمه من هيجل} وله مذكرات
في البحوث الفلسفية، وكلها مخطوطة، وكان يلقب بشيخ فلاسفة العرب، وشعره إسلامي
تقليدي غلبت عليه سمة التصوف، ومعظمه في شيوخ طرق الصوفية، ومنه في تقريظ كتاب
شيخه سيدي محمد عبدالواحد النظيفي
المصادر: فهرس الأعلام - النصر الواضح في الذبّ عن مؤلف الطيب الفائح
---------------------------المصادر: فهرس الأعلام - النصر الواضح في الذبّ عن مؤلف الطيب الفائح
-----------------------
محمد بن دَمّ الأزموري
هو
محمد بن أحمد بن دمّ الأزموري، ولد في مدينة أزمور بمنطقة دكالة في بداية القرن 19م،
وتوفي في المدينة المنورة سنة 1867م، درس علوم الدين والفقه والقرآن والحديث، وعمل
بالتصوف والمشيخة الصوفية، وكان رائد الطريقة المختارية الكنتية وشيخ زاويتها في
بلدة أزمور، وعمل بتدريس علوم الحديث والفقه في الزاوية، انتسب إلى ثلاث طرق صوفية،
الطريقة المختارية الكنتية، أخذها عن الشيخ المختار الكنتي الحفيد، وكان بها ألصق،
والطريقة الوزانية، والطريقة الناصرية، وله قصائد والرسائل والأجوبة المكتوبة، وشعره
يرتبط غالبًا بالتصوف والتعبير عنه، والتوسل إلى الله والتضرع إليه على طريقة
المتصوفة، وله قصائد في التعبير عن محبته لأهل الطريقة الكنتية وشيوخها، وتعلقه
بالأولياء الصالحين، وأخرى في تعزية شيوخه، وله رسائل ومناشدات شعرية مع شيوخ
عصره، ومنهم الشيخ الكنتي أحمد البكاي
المصادر: الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام - الموسوعة المغربية للأعلام البشرية والحضارية - شعر التصوف في المغرب
المصادر: الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام - الموسوعة المغربية للأعلام البشرية والحضارية - شعر التصوف في المغرب
أولاد عمران بأزمور
من رؤسائهم :
-
الحسن بن زاكور : زعيم أولاد عمران، اعتقله البرتغاليون لقمع تمرد قبيلته على احتلالهم لسواحل أزمور
-
عمر بن ميرة : شيخ القبيلة
-
محمد بن علي بن أبي بكر بن عيسى بن حماد الصنهاجي
الحمزي (قاضي سلا وأزمور عام 612هـ) توفي بمراكش عام 629هـ / 1231م
-
محمد بن القائد ابراهيم السفياني : قائد أزمور، دفن
بأزمور عام 607هـ / 1210م الى جانب الشيخ أبي شعيب أيوب السارية عيسى بن عبدالعزيز
يلنجت المصمودي الأمازيغي الذي فاق ابن الشاويين في النحو وتتلمذ على ابن بري رئيس
النحاة بمصر
-
أحمد بن المؤذن الفرجي : نائب عاملهم احمد بن عمر بن
أبي سنة المراكشي، قتله أهل أزمور عام 1290هـ / 1873م.
-
ابن بطان الصنهاجي : شيخ أزمور، مدحه لسان الدين ابن
الخطيب عندما جال في المغرب بعد التجائه عام 760هـ الى المغرب مع الأمير محمد بن
يوسف المخلوع
-
ابن الجياب أحمد بن عبدالرحمن الازموري الصنهاجي
-
ابن دحون محمد بن احمد الازموري
-
محمد بن عبدالعظيم الازموري : صاحب كتاب (بهجة
الناظرين وأنس العارفين)
-
يحيى بن ميمون الصنهاجي الازموري
-------------------------------------
المصدر : الموسوعة المغربية لعبدالعزيز بنعبدالله
----------------------------
ومن أعلام قبيلة الحوزيـة المعاصرين
------------------------------
عبد الحميد شكيـب
من مواليد 12 غشت 1962، بأزمـور. حاصل على الباكالوريا ودبلوم في الإعلاميات. يشتغل تقنيا. التحق باتحاد كتاب المغرب في فبراير 1999. ينشر كتاباته بصحف: الاتحاد الاشتراكي، العلم، أنوال، البيان الثقافي، وأسبوعية أخبار الأدب (القاهرية)، القدس العربي (اللندنية)، وعدة مجلات. صدر له: - متاهات الشنق: مجموعة قصصية، 1997. - فضائح فوق كل الشبهات / مجموعة قصصية مشتركة، 1999. - مجموعة قصصية بالاشتراك مع 12 قاصا، القاهرة، 1999.
------------------------------
نور الديـن صـدوق
ولد سنة 1955 بمدينة أزمور (إقليم الجديدة). يشتغل مدرسا بالتعليم الثانوي بمدينة الدار البيضاء. انضم إلى اتحاد كتاب المغرب في يوليوز 1983. يتوزع إنتاجه بين النقد الأدبي والكتابة القصصية. نشر كتاباته بأنوال، البيان، اليسار العربي، أوراق، الثقافة العربية. لنور الدين صدوق الكتب المنشورة الآتية: - حدود النص الأدبي: دراسة في التطبيق والإبداع, الدار البيضاء, دار الثقافة، 1984. - إشكالية الخطاب الروائي العربي, الدار البيضاء, منشورات أوراق، 1985 - النص الأدبي، مظاهر وتجليات الصلة بالقديم, الدار البيضاء, دار اليسر، 1988.
-----------------------------
عبد الله العـروي
ولد سنة 1933 بمدينة أزمور، تابع تعليمه بالرباط ثم بجامعة السوربون وبمعهد الدراسات السياسية بباريس. حصل على شهادة العلوم السياسية سنة 1956 وعلى شهادة الدراسات العليا في التاريخ سنة 1958 ثم على شهادة التبريز في الإسلاميات عام 1963. وفي سنة
-----------------------------
المصدر : دليل اتحاد كتاب المغرب
------------------------------
ومن اعلام قبيلة الحوزية الرحالة
-------------------------
مصطفى الأزموري أو ستيبانيكو المغربي
واحد
من أعظم المستكشفين في تاريخ أميركا الشمالية
--------------------------------
المستكشف
المغربي مصطفى الأزموري الشهير بالاسم البرتغالي ستيبانيكو، واحد من أعظم
المستكشفين في تاريخ أميركا الشمالية؛ إذ استكشف بحس بطولي وملحمي عمق ولاية
أريزونا ونيو مكسيكو الحديثة، وهو أول مستكشف كبير في أميركا، من أصل أمازيغي عربي
إفريقي مغربي، وقد حدث ذلك في ما بين سنتي 1492 و1603م بعد أن استعادت اسبانيا بلاد
الأندلس ودخلت في مرحلة دموية عنيفة مع أهلها المسلمين من خلال محاكم التفتيش
والتخطيط لغزو العالم العربي وتحديداً المغرب ونشر المسيحية لدرء كل خطر محتمل،
كما استعادت شبه الجزيرة الإبيرية الوعي التوسعي بالتملك عبر فتح عوالم جديدة
بديلة عن العالم القديم، وكانت رؤية ذات ترتيبات دينية وسياسية واقتصادية وثقافية؛
أما على الصعيد المغربي، فإن الدولة الوطاسية لم تعد قادرة على ضمان الأمن الغذائي
والروحي والعسكري؛ ما مكّن من صعود قوة السعديين وهي ترفع شعار الجهاد لتحرير
السواحل المغربية من الاحتلال الإسباني والبرتغالي، فكان أن تم احتلال مدينة أزمور
من طرف البرتغاليين عام 1513 والمجاعات القاتلة سنوات (1500 و1510 و1520و1521)، وفي
هذه الفترة بالذات تم أسر واختطاف مصطفى الازموري مثل غيره من أهالي مدينة أزمور
من طرف الجنود البرتغاليين الذين تحوّلوا إلى قراصنة ونخّاسين، وخصوصاً في فترة
مجاعة اعتبرها المؤرخون من أسوأ سنوات ذلك القرن وأصعبها على المغاربة (1520-1521)،
ثم بِيع هذا الأسير الأسمر في أشهر أسواق الرقيق باشبيلية لأحد النبلاء الإسبان وهو {أندريس
دورانتيس}، والذي كان لابد له من اتباع تقليد استعبادي وهو تغيير الاسم والتعميد،
فاختار لمصطفى الأزموري اسماً قريباً من اسمه وهو إستيبانيكو دورانتيس، وللعلم فإن
في هذه الفترة وقع حدث تاريخي آخر هو اختطاف الرحالة المغربي الحسن الوزّان من طرف
قراصنة إسبان وهو على سفينة قرب جزيرة جربة التونسية عائداً من سفارة من إسطنبول
بتاريخ 1518م وقدموه هدية للبابا جيوفاني ليون العاشر بروما، والذي أسرع بتعميده
ومنحه اسمه في سابقة أولى في تاريخ البابوية ليصبح اسمه ليون الإفريقي، ثم دفع به
إلى جوار كبار المثقفين والعلماء في تلك الحقبة بروما في الفلسفة والتاريخ
والتيولوجيا واللغات، وبعد سنوات قليلة أصدر هناك كتابه الشهير الذي سيغير تاريخ
المعرفة الجغرافية والتاريخية والثقافية حول إفريقيا {وصف افريقيا}، وبالنسبة
لمصطفى الأزمور فقد ساقته الأقدار ليكون ضمن الرحلات الاستكشافية مع سيده أندريس
دورانتيس وأمين وموثق الرحلة كابيزا دي فاكا في يوم 17 يونيو 1527م، واصبح بذلك
السندباد المغربي برحلاته السبع الى امريكا، وذلك على متن خمس سفن ستقضي نحو أربع
سنوات في مغامرات بحرية قاتلة كانت آخرها حينما ساقتهم أعاصير البحر الى محاذاة منطقة
لويزيانا بمن تبقى من الستمائة 600 مغامر بمن فيهم قائدهم، نارفاييز، وحينما هدأت العاصفة وجد أربعة فقط من الناجين أنفسهم مرميين كبقايا قدر
غريب على ساحل مالهادو/ كافيستون أو سان لوي ومصطفى الازموري ودورانتيس وكابيزا
دي فاكا وألونسو مالدونادو، وخلال أربع سنوات ظلوا معتقلين لدى إحدى قبائل الهنود
الحمر قبل أن يفروا في سنة 1534م في اتجاه بلاد المكسيك، وفي رحلتهم الجديدة التي
دامت سنتين تحول مصطفى الأزموري إلى قائد روحاني اشتهر بعلاج مرضى السكان
الأصليين؛ ما جعله يشتهر كقديس آت من السماء فلقبوه باسم {ابن الشمس}، وأصبح يجيد
بالإضافة إلى الدارجة المغربية الإسبانية والبرتغالية وخمس لهجات محلية أخرى، وفي
سنة 1536م وصل الأزموري الى المكسيك لدى وكيل الملك الإسباني هناك أونطونيو مندوزا،
وفي سنة 1539م تخلى عنه رفاقه الثلاثة عائدين إلى إسبانيا وبقى وحده الذي قبل
ببدء أهم مغامرة في تاريخ الاستكشافات الأميركية غير الدموية برفقة جنود وقائد
شكلي اسمه ماركوس دي نيزا للذهاب إلى سيبولا للبحث عن مدن الذهب، وهنا وظف
الأزموري مهارته وكشف عن خطته وذكائه حينما وصل أمام أبواب مدينة سيبولا لدى قبيلة
زوني مخلفاً وراءه دي نيزا بعيداً بنحو 400 كيلومتر، وكان برفقة الأزموري نحو 300
من أتباع ومريدين مؤمنين «بنبيهم الجديد» ابن الشمس، فأشاع أنهم قتلوه؛ لكن
الاحتمال الأكثر قرباً إلى الحقيقة هو أنه طلب اللجوء إليهم هرباً من العمل لدى
الإسبان الذين قتلوا وخربوا من أجل أطماع مادية، بدليل أن قبيلة زوني حتى الآن ما تزال
تتحدث عن القديس الملاك ستيبانيكو وتجعل من شخصيته رمزاً دينياً في عباداتهم، ففضل المكوث إلى جانب هنود «زوني» المجاورين، متمتعا بأرقى وضع شرفي؛ وهو
الوضع الذي احتفظ به حتى وفاته الغريبة في قرية «هاويكوه» القديمة، التي تقع اليوم
بالمكسيك الجديدة، بل إن أهم الشهود الذين عايشوه، انطلاقا من كابيزا دي باكا
وكورونادو إلى بيدرو دي كاستينيدا وفراي ماركوس، انبهروا بقدرته الخارقة على
التكيف مع مختلف الظروف بفضل نزاهته الإنسانية وميله الكبير إلى الاطلاع والمعرفة.
في هذا السياق، كتب «كابيسا دي باكا» يصف الأزموري سنة 1542: كان إستيبانيكو رجلا
طويل القامة، أسمر اللون، قوي البنيان، يتمتع بذهن متقد وذكاء ثاقب
وُلد مصطفى الأزموري في مرفأ مدينة أزمور حوالي سنة 1500م وكان مراهقا عندما قبض عليه البرتغاليون وباعوه ضمن العبيد لقائد إسباني اسمه أندريس دولورانتس، وقد كتب زميله كابيثا دي باكا يقول: «كان الرجل الأسود يتحدث دائما إلى الهنود ويستخبر حول الطرق والقرى وكل شيء كنا نريد معرفته، مؤرخون آخرون من نفس الحقبة قالوا إن الأزموري كان يتكلم عدة لغات، كما أنه كان يتكلم أكثر من 6 لغات أمريكية هندية أخرى، بل إنه تعلم البعض منها في ظرف سنتين فقط، وبفضل كفاءاته اللسانية، أنقذ حياة عدد من الأبرياء في بيئة كانت مطبوعة بالخوف والحذر والعنف، كما أن دوره كمترجم أضاف بعدا إنسانيا وسلميا لوظيفة الاستكشاف، التي كانت حتى ذلك الوقت مطبوعة بهيمنة العرق الأوربي والجشع والنفوذ، وفضلا عن هذا وذاك، عرف الأزموري كيف يستغل هويته الأجنبية لمصلحته ويتخذ موقفا محايدا بين الغزاة الأوربيين وهنود أمريكا باعتباره مفاوضا وداعية سلام، وبالاصطلاح السياسي الحديث، كان الأزموري «دبلوماسيا حقيقيا». وكلما سنحت له فرصة الكشف عن مواهبه الكبيرة، كان ينجح في إبهار رؤسائه، الذين يخبرنا واحد منهم، كابيسا دي باكا، بأنه لم يكن أمامهم من خيار آخر إلا أن يعينوه «ناطقا باسمهم» و«دليلهم» في تنقلاتهم، كان للأزموري من الذكاء ما جعله يدرك أن الود الذي يبديه أسياده تجاهه لا يعني، بالضرورة، استعادة حريته، كان يتمنى، في قرارة نفسه، أن يقوده عبوره إلى حدود جديدة نحو الحصول على حريته التي فقدها في سن مبكرة، وعندما أدرك سادته قيمة الأعمال التي قام بها وما أسداه من خدمات إلى إسبانيا حققوا له مبتغاه الغالي، فمنحوه حريته سنة 1536م، ثلاث سنوات بعد ذلك، وبينما كان نائب ملك مكسيكو يبحث عن رجل قوي ونزيه وخبير بحياة وعادات الهنود ليقود رحلة استكشافية في المكسيك الجديدة والأريزونا في وقت شاعت فيه أخبار بوجود ثروات كبيرة من الذهب فيها، لم يكن من شخص قادر على القيام بهذه المهمة إلا الأزموري، لأنه الرجل المثالي لها، ولأنه لم يكن ليتردد في السير إلى حيث لا يقدر رفاقه الإسبان أن يسيروا، وفي ذلك كتب «بيدرو دي كاستنيدا» أن الأزموري «كان يرى أنه يمكنه أن يكسب كل الشهرة والشرف من خلال اكتشافه لتلك المناطق، فهل كان مقامه في قرية هاويكوه مؤشرا على تحول مفاجئ حدث في آخر لحظة، وثورة ضد النظام الإسباني الذي حوله من رجل حر إلى عبد؟ هل قُتل على يد الهنود بسبب خطإ في التكتيك السياسي؟ متى وكيف مات؟ كلها أسئلة ظلت دون إجابات من قبل المصادر الإسبانية وستبقى مفتوحة أمام علماء الأركيولوجيا والمؤرخين المعاصرين، ومما لا شك فيه أن قراء اليوم كانوا سيحصلون على صورة أوضح للأزموري لو أن الأخير كتب بنفسه قصته الشخصية (الكتابة آنذاك كانت امتيازا نادرا لا يمنح إلا للذين حصلوا على مباركة أمير أو ملك إسباني)، إلا أن النزر القليل من الأخبار التي بقيت بين المصادر الإسبانية التي أعطت أو لم تعط للـ«مورو» القيمة التي يستحقها، أحيل عليه في الكثير من السياقات الأكاديمية، بما فيها الدراسات الأمريكية، وتاريخ إسبانيا، والأدب الأفرو أمريكي وكل المجالات الأخرى المتعلقة بتجارة العبيد الأطلسية والشتات والهجرة، وإذ أصبحت الحكاية المبهرة للأزموري تدرس في الجامعات عبر تراب الولايات المتحدة الأمريكية كله، فإن تفاصيلها تنتمي إلى ثلاث قارات على الأقل، إن إرث إستيبانيكو، يحكي خبير أكاديمي أمريكي، من حق الجميع، رجالا ونساء، ممن تمخضت هويتهم عن التفاعل والتوترات بين تقاليد العالم القديم وتجارب العالم الجديد
وُلد مصطفى الأزموري في مرفأ مدينة أزمور حوالي سنة 1500م وكان مراهقا عندما قبض عليه البرتغاليون وباعوه ضمن العبيد لقائد إسباني اسمه أندريس دولورانتس، وقد كتب زميله كابيثا دي باكا يقول: «كان الرجل الأسود يتحدث دائما إلى الهنود ويستخبر حول الطرق والقرى وكل شيء كنا نريد معرفته، مؤرخون آخرون من نفس الحقبة قالوا إن الأزموري كان يتكلم عدة لغات، كما أنه كان يتكلم أكثر من 6 لغات أمريكية هندية أخرى، بل إنه تعلم البعض منها في ظرف سنتين فقط، وبفضل كفاءاته اللسانية، أنقذ حياة عدد من الأبرياء في بيئة كانت مطبوعة بالخوف والحذر والعنف، كما أن دوره كمترجم أضاف بعدا إنسانيا وسلميا لوظيفة الاستكشاف، التي كانت حتى ذلك الوقت مطبوعة بهيمنة العرق الأوربي والجشع والنفوذ، وفضلا عن هذا وذاك، عرف الأزموري كيف يستغل هويته الأجنبية لمصلحته ويتخذ موقفا محايدا بين الغزاة الأوربيين وهنود أمريكا باعتباره مفاوضا وداعية سلام، وبالاصطلاح السياسي الحديث، كان الأزموري «دبلوماسيا حقيقيا». وكلما سنحت له فرصة الكشف عن مواهبه الكبيرة، كان ينجح في إبهار رؤسائه، الذين يخبرنا واحد منهم، كابيسا دي باكا، بأنه لم يكن أمامهم من خيار آخر إلا أن يعينوه «ناطقا باسمهم» و«دليلهم» في تنقلاتهم، كان للأزموري من الذكاء ما جعله يدرك أن الود الذي يبديه أسياده تجاهه لا يعني، بالضرورة، استعادة حريته، كان يتمنى، في قرارة نفسه، أن يقوده عبوره إلى حدود جديدة نحو الحصول على حريته التي فقدها في سن مبكرة، وعندما أدرك سادته قيمة الأعمال التي قام بها وما أسداه من خدمات إلى إسبانيا حققوا له مبتغاه الغالي، فمنحوه حريته سنة 1536م، ثلاث سنوات بعد ذلك، وبينما كان نائب ملك مكسيكو يبحث عن رجل قوي ونزيه وخبير بحياة وعادات الهنود ليقود رحلة استكشافية في المكسيك الجديدة والأريزونا في وقت شاعت فيه أخبار بوجود ثروات كبيرة من الذهب فيها، لم يكن من شخص قادر على القيام بهذه المهمة إلا الأزموري، لأنه الرجل المثالي لها، ولأنه لم يكن ليتردد في السير إلى حيث لا يقدر رفاقه الإسبان أن يسيروا، وفي ذلك كتب «بيدرو دي كاستنيدا» أن الأزموري «كان يرى أنه يمكنه أن يكسب كل الشهرة والشرف من خلال اكتشافه لتلك المناطق، فهل كان مقامه في قرية هاويكوه مؤشرا على تحول مفاجئ حدث في آخر لحظة، وثورة ضد النظام الإسباني الذي حوله من رجل حر إلى عبد؟ هل قُتل على يد الهنود بسبب خطإ في التكتيك السياسي؟ متى وكيف مات؟ كلها أسئلة ظلت دون إجابات من قبل المصادر الإسبانية وستبقى مفتوحة أمام علماء الأركيولوجيا والمؤرخين المعاصرين، ومما لا شك فيه أن قراء اليوم كانوا سيحصلون على صورة أوضح للأزموري لو أن الأخير كتب بنفسه قصته الشخصية (الكتابة آنذاك كانت امتيازا نادرا لا يمنح إلا للذين حصلوا على مباركة أمير أو ملك إسباني)، إلا أن النزر القليل من الأخبار التي بقيت بين المصادر الإسبانية التي أعطت أو لم تعط للـ«مورو» القيمة التي يستحقها، أحيل عليه في الكثير من السياقات الأكاديمية، بما فيها الدراسات الأمريكية، وتاريخ إسبانيا، والأدب الأفرو أمريكي وكل المجالات الأخرى المتعلقة بتجارة العبيد الأطلسية والشتات والهجرة، وإذ أصبحت الحكاية المبهرة للأزموري تدرس في الجامعات عبر تراب الولايات المتحدة الأمريكية كله، فإن تفاصيلها تنتمي إلى ثلاث قارات على الأقل، إن إرث إستيبانيكو، يحكي خبير أكاديمي أمريكي، من حق الجميع، رجالا ونساء، ممن تمخضت هويتهم عن التفاعل والتوترات بين تقاليد العالم القديم وتجارب العالم الجديد
مصطفى الأزموري يجب أن لا يكون مصيره النسيان، لأن اسمه ارتبط بأسماء
الكثير من «الرواد التاريخيين»، وإذا كان الأزموري حاز كل ذلك الاعتراف الدولي،
فإنه للأسف، لم يلق نفس الاعتراف في بلده الأصلي المغرب، ولو كان سي مصطفى على قيد
الحياة اليوم، لكان سعيدا لو عرف أن اسمه اعتُرف به في بلده باعتباره «أول» مغربي،
أمازيغي عربي مسلم مستكشف لأمريكا الشمالية، والآن وقد مر نصف الألفية على ولادة
الأزموري، وحان الوقت كي تكرم بلادنا أحد وجوهها الأكثر شهرة في العالم؛ أي ذلك
المواطن الأسطوري الذي ترك بصمته المغربية على الأرض الأمريكية، ولعل ما يمكن
القيام به من أجل التعريف بما قام به هذا الرجل وكشفه أمام أجيال الحاضر والماضي
هو بناء لوحات تذكارية تؤرخ له في مدينته الأصل {أزمور} أو تمثال في الولايات
الأمريكية التي كان الأزموري أول من استكشفها، فلوحة تذكارية تخلد اسمه في أزمور
وتمثال في المكسيك الجديدة أو في أريزونا سيكونان مزارين متعددي الثقافات
للمهاجرين والمثقفين والسياح ولكل الذين يؤمنون بأهمية مد الجسور في عالم اليوم
المتحضر
-----------------------------
منقول بتصرف
المصدر الأصلي : الكاتب بوشعيب حليفي
*
--==*==--
*
1 commentaire:
الموضوع مهم,ولكنه في حاجة الى مراجعة,لوجود بعض الأخطاء في أسماء الفذات,ولنقص في المعلومات,مثل اولاد بوساكن,فقد كتبت أولادبوشاكر....ثمإن العونات لها ارتباط أظن بقبيلة العونة الشريفة,السعودية,ذات الفروع المنتشر بالكويت وغيرها,وهي كذلك مركبة من أسر,بعضها من أصول العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم,ويعرفون بالعبابسة والله تعالى أعلم
عبداللطيف سراج الدين
العوني ادسيريسي
وليست سيريسي كما في الموضوع المنشور
Enregistrer un commentaire