propelleads1

vendredi 26 septembre 2008

قبيلة السجعة


*
* * *
*
قبيلة السجعة
------------------
من قبائل الجهة الشرقية، وتدعى أيضا (الشجع) تحدها شرقا قبيلة أنجاد، وشمالا اتحادية قبائل بني يزناسن، وغربا قبيلة بني وكيل، وجنوبا قبيلة زاغـو، وقاعدتها مدينة عين سيدي ملوك (العيون الشرقية)
والسجعة قبيلة عربية هاجرت مع القبائل العربية في القرون الوسطى إلى المغرب الأقصى، وبالضبط فقبيلة السجع أو أسجع أو أشجع تنتمي الى قبيلة غطفان من قيس بن غيلان بالجزيرة العربية، وتستقر قبيلة السجع حاليا في سهل تافراطة وعيون سيدي ملوك وحسب الرواية الشفوية فإنهم قدموا من واد كير من الجزائر. تتكون قبيلة السجع من ثلاثة أقسام كبرى هي: لفلالكة، كنانة، وشركية
- لفلالكـة :  وتضم الدواوير التالية
o أولاد بـوناجـي - أولاد حمـو بن احمد - أولاد مـوسـى - أولاد العربي بن طاهر - أولاد امبارك - أولاد مسعــود - أولاد بليماني - أولاد بن سـاحــة - أولاد أحمد - أولاد الهواري - أولاد النابت بوساحة - أولاد علي بن أحمد - أولاد محمد بن السليمي
- شركيــة : وتضم الدواوير التالية
o أولاد يوب - مغيزرات - أولاد جاه الرحيم - أولاد خليفة
- كنانـــة: وتضم الدواوير التالية
o لعبابدة - أولاد السبيع - أولاد محمد
------------------------------------
معالم من تاريخ العيون الشرقية
ورد ذكر العيون الشرقية في مذكرات الرحالة الفرنسي شارل دوفوكو عندما زارها بين سنتي 1883-1884م فقال: قصبة عيون سيدي ملوك، واسمها المتداول بين الناس هو (العيون)، ترتفع منعزلة وسط قفر سهل أنكاد، وتظهر للمسافر بعض المزروعات وعدد من الدواوير الصغيرة بالجوار، تنتمي الى قبيلة الشجع، والقصبة مكان مسوّر مستطيل الشكل، والجدران متواضعة، علوها من 4 الى 5م وسمكها من 40 الى 30سنتم، ولا وجود في محيط القصبة لمدرجات أو أحواص ماء، وتوجد بداخل القصبة مساكن ذات طابق سفلي، أغلبها في حالة سيئة، ومنفصلة عن بعضها البعض، ولا وجود في القصبة لأزقة حقيقية بتاتا، ولا حتى مثل الأزقة الضيقة التي رأيتها في القصور بالصحراء، وجدران المنازل مطلي بالجير، وفي وسط القصبة حفرت عدة آبار لتوفير الماء الشروب، ومنظر القصبة من الداخل يذكرني بمنظر بعض الأحياء الداخلية لمدينة (جيريفيل الفرنسية) أي نفس الطرق الواسعة ونفس المنازل القليلة العلو ونفس الساكنة المكونة من التجار الصغار
وفي خارج السور في اتجاه الزاوية الشمالية الشرقية، توجد غابة صغيرة وفي وسطها قبة (ضريح سيدي ملوك)، وتنبع بالضاحية عدة عيون موفرة ماء كثيرا وجيدا، وتسمى هذه الينابيع بعيون سيدي ملوك، ومن هنا جاءت تسمية القصبة
والقصبة قديمة مهجورة وفي طريق الخراب، وخلال حركة السلطان مولاي الحسن الأول سنة 1876م في هذه المنطقة أمر بترميمها وإقامة حامية عسكرية فيها تتكون من قرابة 100 جندي تحت قيادة الحاج محمد أغا، والقصبة إضافة لذلك هي مقر الشيخ حامد الشركي، قائد قبيلة الشجع، والرئيس الأعلى لحامية القصبة، ويقيم معه في القصبة خليفته ورجال المخزن
ومما لاحظته (يقول فوكو) أن السلطان يعتقد أن له 600 جندي نظامي في القصبة تحت إمرة الآغا الحاج محمد، لكن عمليا يتوفر فقط على 100 أو 150 رجل بائس ما لهم من مواصفات الجنود إلا الاسم، بحيث يبعث السلطان كل شهر (5000 فرنك) راتبا لهؤلاء الجنود، ولا يتوصل الجنود بأي شيء من هذه الأموال، والجنود عراة ويموتون جوعا بينما يحتفظ الآغا وخلفاؤه بكل شيء
أما ساكنة القصبة فهم تجار مسلمون ويهود قادمون من دبدو وتلمسان يبيعون البضائع الأوروبية الصنع المستوردة من الجزائر للجنود والقبائل المجاورة، وتجارة القصبة ذات أهمية ويعقد فيها سوق الثلاثاء الأسبوعي، والسلع المتبادلة فيها هي التالية
السلع المستوردة من المدن الجزائرية: القهوة – المشروبات الروحية – الخمور – الشاي – السكر – الكيف – المنسوجات القطنية – الأواني الخزفية – الكؤوس الزجاجية – الشموع – البلاغي – العقادة – الورق
السلع التي تأتي من القبائل المغربية : الصوف – التليس – الفلج – الزرابي – الجلود
------------------------
المصدر: التعرف على المغرب لفوكولد – ترجمة ذ/ المختار بلعربي

------------------------------------

* * *
* * *
* * *

------------------------------------


----------------------------------
* * *

4 commentaires:

محمد الأشجعي a dit…

الجزء الأول: أشجع قبيـــــلة عربية لها تـــاريخ
Mohammed Al Achja’i
ma.ader@hotmail.fr


 
مقدمة:

        ليس الهدف من هذا الكتاب هو الرجوع إلى أمور العصبية القبلية, و هي أمور جاهلية نهى عنها الإسلام. و قد جاء في الحديث الشريف للرسول صلى الله عليه وسلم"إن الله أذهب عنكم عصبية الجاهلية و فخرها, لأننا و أنتم بنو آدم وآدم من تراب"
إنما المبتغى من هذا، البحث في أصولنا و أصول أجدادنا مهما كانت مكانتهم و عزتهم و العزة لله.
 
هذه مقدمة للكتاب الذي سنستعرض فيه خاصية قبائل"مضر"و إحدى بطونها و هي قبيلة "أشجع" و من هذه الأخيرة تنحدر عائلتي و قبيلتي"أولاد خليفة" التي تستوطن حاليا حول مدينة" العيون" غرب مدينة"وجدة" بالمغرب الأقصى.
 
أن هذا الكتاب هو حصيلة عدة سنوات من البحث و جمع المعلومات و المراسلات مع متخصصين في علم التاريخ، مغاربة و عرب من المملكة العربية السعودية. و أذكر منهم على الخصوص: الدكتور ابراهيم حركات, و الأستاد و الدكتور العربي اكنينح, و الدكتور المصطفى مولاي رشيد, و شخصيات أخرى اهتمت بالدراسة العميقة و ساهمت بكل سخاء في إثراء معلوماتي و توجيهي. و لكل هؤلاء أوجه عميق تشكراتي و أنا مدين لهم بإعطائي هذه الفرصة للمشاركة بهذه اللمحة التاريخية آملا أن تعود بالفائدة على الأجيال المغربية حاضرا و مستقبلا.
 
تنسب قبيلة "أشجع", بحسب المؤرخين و النسابة  العرب, و منهم "بن خلدون" "لقبيلة عربية" تنحدر من آل عدنان, وهم أبناء عمومة قبيلة قريش. و قد كانت قبيلة أشجع تستوطن, قبل نزوحها إلى المغرب العربي ضمن جموع بني هلال, حوالي القرن الثالث عشر, ضواحي المدينة المنورة و بالضبط بوادي القرى.
و حسب النسابة العرب, فإن"أشجع" تنحدر من "ريث",وريث من"سعد"و سعد من"قيس" وقيس من"عيلان" و عيلان من"نزار" ونزار من"معد" ومعد من "عدنان " و عدنان من "إسماعيل" وإسماعيل من "إبراهيم" عليه السلام.
 
      
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
    و هذه شجرة نسب قبيلة "أشجع" حسب النسابة العرب
 





- في جل الكتب التاريخية التي اطلعت عليها, يذكر النسابة العرب قبيلة"أشجع" ضمن أعقاب عدنان و هو من اسماعيل بن ابراهيم عليه السلام، و من أبناء عمومة"أشجع", توجد قبيلة"عبس"  ومنها"عنترة بن شداد" و هم عمومة أيضا مع ذبيان التي ينتسب إليها شاعر العرب المشهور"النابغة الذبياني".
 
- و في مصادر عديدة يقال بأن" أشجع" هو بن ريث بن غطفان بن لطمان بن مناف بن بعدم بن دعتماك بن أياد بن أرقص بن صبيح بن الحارث بن أقصى بن دعمى بن سعد بن قيس بن غيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن اسماعيل بن ابراهيم عليه السلام.
 
 
- و بالإضافة إلى قبيلة أولاد خليفة, تنحدر من قبيلة"أشجع" بطون عديدة و منها: "أولاد أيوب", "أولاد عياد", "أولاد كير","البسايس","مغيزرات".
"أولاد بوناجي","أولاد مسعود","أولاد مبارك","أولاد بن ساحة" ثم" أولاد جاه الرحيم"(و يعرفون أيضا "بأولاد يعيش")و أولاد نابت.
و قد حصرنا التعريف ببطون القبيلة الأم, أي أشجع المنطقة الشرقية من المغرب بين وجدة و تاوريرت و خاصة حول مدينة" العيون سيدي ملوك".
 
 
و تجدر الإشارة إلى أن هناك بطنين يحملان اسم"أشجع" تعيش الأولى في هضبة سايس على طريق الرابط بين فاس و مكناس. و هي التي انشقت عن القبيلة الأم, المتواجدة بأحواز العيون لظروف سياسية و استراتيجية سنعرضها فيما بعد.
أما الثانية فتستقر حول قرية بامحمد شمال مدينة فاس, على بعد حوالي ٦٠ كلم.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 
حسب المؤرخين, فأن قبيلة"أشجع" و منذ نزوحها إلى المغرب الأقصى حوالي القرن الثالث عشر الميلادي, كانت تنتجع بين ملوية و درعة و تفرض سيطرتها على مناطق" الظهرة"  وسهول"أنكاد" و أحواز"تلمسان" حسب الظروف السياسية و القبلية, و قد فرضت هذه القبيلة مع قبائل عربية آخرى, و منهم ذوي منصور, هيمنتهم على مناطق الواحات  و ملكوا قصور الصحراء و فرضوا الأتاوات على أهلها, و عقدوا اتفاقيات  مع الموحدين و دولة بني مرين. واستفادوا من الإقطاعات و الأموال من هاتين الدولتين, مقابل تأمين الطرق التجارية و سلامة القوافل  المتنقلة بين سجلماسة و بلاد السودان.
وفي عهد مولاي رشيد, كانت"أشجع"تستقربين أنكاد و ضواحي تلمسان و تفرض سيطرتها على تلك المناطق و لما خرج هذا السلطان إلى تلك النواحي, انضمت إليه"أشجع" و ساندته في توحيد البلاد. ولمكافأتهم أنزل بطن منهم بأحواز فاس و من عليهم بأراضي واسعة و خصبة. ثم نقل جزء منهم إلى بلاد فشتالة بين نهري سبو و ورغة. و كان مولاي رشيد قد أبقى على القبيلة الأم بأحواز وجدة و العيون  وكفلها بالدفاع عن العرش و المحلات السلطانية. و تذكرني هذه الوقائع التاريخية بأقوال جدتي"ستي بنت الميلود", و كان أبوها "الميلود بن لعرج" زعيما لقبيلة"أولاد خليفة" من أشجع. حيث كانت تقول بأن الشجع كانت"نعيرة للسلطان" أي مساندة و حليفة للدولة العلوية في حروبها لتوحيد المغرب و ترسيخ سلطتها عليه.






لمحة عن رجالات و أعلام أشجع


كانت قبيلة "أشجع", فجر الإسلام, تستوطن ضمن بني عمومتها غطفان"بنجد" مما يلي وادي القرى و جبلي طيء (بالممكلة العربية السعودية) و قبل ظهور الإسلام كانت قبيلة"أشجع" معروفة لدى القبائل العربية بعصبيتها و قوتها و دهاء رجالاتها و منهم" عقبة بن جليس بن أشجع" الذي جعلت على يديه الرهان يوم"داحس و الغبراء"و التي أدت إلى اندلاع حرب قبلية دامت عشر سنين بين القبائل العربية. كانت قبيلة أشجع ,كباقي بطون غطفان, تسمى بعرب الضاحية, تسكن الخيام  ولا تأوي المدن و لا تخالط أهلها. و مناطق سكناها و نجوعها حول المدينة المنورة, أو يثرب,بوادي القرى:وهي:"أبنى" و"الحاجر"و"الهباءة"و" أبرق" و" الحنان".
و لما ظهر الإسلام و استقر الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة بين الأوس والخزرج, ظاهرته "أشجع" العداء و تحالفت مع" قريش" و باقي بطون غطفان لقتاله, ووقعت معارك  وغزوات عديدة بين المسلمين و القبائل العربية المعادية.
إلا أن أخطر حادثة كادت أن تغير مصير الدعوة الإسلامية, لولا نصر الله, هي وقعة "الأحزاب"
و في هذه الواقعة يذكر المؤرخون أن قريشا تحالفت مع غطفان و منهم"أشجع" و كذلك مع يهود المدينة, للقضاء على الدعوة الإسلامية في مهدها و خرجت قريشا على رأسها"أبو سفيان"  والتحقت بها غطفان يقودها"عيينة بن حصن بن حذيفة" و معه"أشجع" و"فزارة" و"ذبيان" و"أسد"و"عبس"  فحاصروا المدينة و اشتدت الأمور على الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين, و عزموا على الإستشهاد.
و تفاقمت أمور المسلمين لاشتداد الحصار عليهم و عزم اليهود على الفتك بهم من الخلف, و كانت الأمور تزداد تعقيدا يوما بعد يوم, إلى أن جاء رجل من قبيلة"أشجع", كان قد أسلم مند عهد قريب,واستأذن الرسول صلى الله عليه وسلم في استعمال خدعة يشتت بها جموع الأحزاب و كان له ذلك, فدعا له الرسول صلى الله عليه وسلم و قال:"الحرب خدعة يا نعيم". و هذا الرجل يسمى "نعيم" بن مسعود بن أنيف بن ثعلبة بن منفذ بن خلاوة بن سبيع  بن أشجع. و بفضل هذا الرجل من قبيلة أشجع كفى الله الرسول و المسلمين شر القتال و فرق عنه أعداءه و أنقد الدعوة الإسلامية  وتعرف هذه الحادثة التاريخية"بغزوة الخندق".
و نذكر من أشجع"معقل بن سنان" سيد هذه القبيلة و كان من الصحابة المقربين لرسول الله صلى الله عليه وسلم و لما استشهد هذا الأخير قال الشاعر:
 و لما اضحت الأنصار تبكي سراتها
                                                    وأشجع تبـــــــــــكي معقل بن سنان
و قد اطلعت على كتب و مخطوطات نادرة في كل من الخزانة الوطنية الفرنسية و بمعهد العالم العربي بباريس, ووجدت العديد من النصوص التي تتحدث عن دور قبيلة "أشجع" و رجالاتها في الموازين و الأحداث السياسية, سواء في شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام, أو أثناء نشر الدعوة الإسلامية و الأحداث التي تخللتها.
و استعرض البعض منها لما كانت لها من بعد سياسي و عقائدي. و سيتبين لنا مدى الصعوبة التي واجهها الإسلام لتوحيد القبائل العربية و الحد من عصبيتها و نسبية نجاحه في ذلك, من خلال تعرضنا لنمودج"قبيلة أشجع". هذه القبيلة كجل القبائل الأخرى ظلت على عصبيتها رغم دخولها في بوثقة الأمة الإسلامية.
 
فهناك أحداث و وقائع عديدة يشار فيها إلى قبيلة"أشجع" و علاقتها بالقبائل العربية و كذلك دخولها التدريجي في دين الإسلام و صدامها مع أهل المدينة في بعض الأحيان. و إلى حدود السنة العاشرة للهجرة, لم تكن"أشجع" قد أسلمت كلها. لكن البعض منها كان من الأولين في صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا.
و كان للمسلمين, في مطلع الإسلام مع جيرانها "غطفان" و منهم"أشجع" علاقات تتسم بالصدام في بعض الأحيان و المهادنة في بعضها الآخر, و نذكر أن الرسول صلى الله عليه و سلم وادعهم في ربيع الأول من السنة الخامسة للهجرة و سمح لهم بأن ترعي إبلهم بأراضي المدينة, لأن أرضهم بوادي القرى اجذبت تلك السنة.
إلا أنهم, و في نفس السنة تحالفوا مع قريش و كادوا أن يفتكوا به في"غزوة الخندق", لولا أمر الله.وتقول بعض الروايات أن الرسول صلى الله عليه و سلم حاول أثناء حصار الأحزاب للمسلمين أن يبرم اتفاقا سريا مع" أشجع" و بطون غطفان لفك الحصار مقابل ثلثا ثمار المدينة, لكن لم تتم لمعارضة بعض الصخابة لها. ثم أتى الفرج كما قدمناه في خبر خدعة"نعيم بن مسعود الأشجعي".


الخبر عن اعتناق أشجع للإسلام

 
و تقول بعض الأخبار عن المؤرخين كابن خلدون و غيرهم أن إسلام"الأعراب" و القبائل العربية المجاورة للمدينة, و منهم"أشجع" و بنو أسد, لم يكن في بداية الأمر إلا وسيلة لتجنب الصدام مع جيش المسلمين الذي قويت شوكته بعد فتح مكة, إذ أنه لما افتتحت مكة,و دانت قريش و دخلها الإسلام, عرفت" الأعراب" و من بينهم"أشجع" أنهم لا طاقة لهم بحرب رسول الله صلى الله عليه و سلم و عداوته, فدخلوا في دينه جنوحا للسلم و طلب المهادنة و ليس إيمانا منهم بالدعوة الإسلامية. و لهذا نزلت فيهم الآية الكريمة"قالت الأعراب آمنا. قل لم تومنوا و لكن قولوا أسلمنا و لما يدخل الإيمان في قلوبكم"... الاية   السورة


طـــــــــرائف أشجعــية:

 
ومن الروايات الطريفة أنهم لما جاؤوا ضمن الوفود لمبايعة الرسول صلى الله عليه و سلم قالوا:"جئنا نفاخرك بخطيبنا و شاعرنا" فاخرج أليهم الرسول صلى الله عليه و سلم"حسان بن ثابت" و" الأقرع بن حابس", فأنشد الأول و خاطب و فاخر الثاني. فتشاورت "أشجع" بينها ثم قالوا: هذا الرجل مؤيد من الله, خطيبه أخطب من خطيبنا, و شاعره أشعر من شاعرنا, فأسلموا  وأحسن الرسول صلى الله عليه و سلم جوازهم.
و في هذه الحادثة وفد على رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل من"أشجع" يسمى"ضمضام بن ثعلبة" و استحلف رسول الله صلى الله عليه و سلم على ما جاء به من الإسلام, وذكر التوحيد  والصلاة و الزكاة و الصيام و الحج واحدة واحدة, حتى إذا فرغ الرسول صلى الله عليه و سلم من القسم بصحتها, تشهد ضمضام و قال:"و الله لأؤدي هذه الفرائض و أجتنب ما نهيت عنه لا أزيد عليها و لا أنقص" ثم انصرف, فقال الرسول صلى الله عليه و سلم " إن صدق دخل الجنة".

وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم, الخلافة و حروب الردة
 
ما أن توفي الرسول صلى الله علبه و سلم, في السنة العاشرة للهجرة, حتى ظهرت الفتن وارتدت جل القبائل العربية عن الإسلام, بل أكثر من ذلك فقد ادعى بعضهم النبوة"كمسيلمة الكذاب", و كان أمره باليمامة,"وطليحة بن خويلد" في قبيلة بني أسد. و في خضم هذه الفتن ارتدت بطون غطفان عن الإسلام و من بينها قبيلة"أشجع" و امتنعت عن دفع الزكاة و طالبوا أبا بكر بالإقتصار على الصلاة فأبى أبا بكر و عزم على حربهم. فأغارت هذه القبائل على المدينة ووقع قتال شديد.
و اشتعلت نار الفتن و عادت القبائل العربية إلى عصبيتها, و ارتدت عن الإسلام, و ظهر المتنبئون بكل أنحاء شبه الجزيرة العربية, و كان المسلمون قد بايعوا أبا بكر لقتال أهل الردة فوقعت معارك ضارية.
و من أخبار"أشجع" أنها بايعت"طليحة بن خويلد",و بايعته بطون غطفان وأسد و هوازن و طيء. و كان طليحة هذا ادعى النبوة قبل وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم و هزم جيوش المسلمين. إلا أن هروب طليحة و ضجر غطفان من حربها ضد المسلمين جعلت هذه القبائل في موقع لا تصلح معه إلا المهادنة, و هو ما حدث فعادت أسد و غطفان إلى الإسلام.
و في عهد عمر رضي الله عنه اجتمعت قبائل"غطفان" و منها"أشجع" إلى"ساعى بنت مالك"  وساندتهم فلال من هوازن و سليم و طيء و أسد, و نزلوا بلاد الجوأب فسار إليهم"خالد بن الوليد"  فاقتتلوا حتى قتلت ساعى و تفرق عنها أحلافها من كل ناحية.
و قد شاركت"أشجع" في جل الغزوات التي خاضها جيوش أبا بكر و عمر ضد الفرس بالعراق  وكذلك ضد الروم و حلفاؤهم بالشام.
و في غزوة الأكراد بتخوم البصرة بعث" الخليفة عمر" جيشا من المسلمين بقيادة"سلمة بن قيس الأشجعي" فدعا الأكراد إلى الإسلام أو دفع الجزية فرفضوا, فتولى قتالهم و هزمهم و غنم منهم جوهرة ثمينة أرسلها إلى الخليفة عمرفردها إليه هذا الأخير ليقسمها بين جنوده ففعل ذلك.
و لما اغتيل عمر على يد "لؤلؤة", بايع الصحابة عثمان  و تواصلت الفتوحات في عهده. و سنحت الفرصة" لمعاوية" الذي كان واليا على الشام, و اقنع عثمان بالإبحار إلى قبرص قصد فتحها. فأرسل عثمان أسطولا و على رأسه"عبد الله بن قيس" و هو من قبيلة"فرارة" و أبناء عمومة "أشجع" و هما من غطفان. و لما نزل بقبرص صالحه أهلها على دفع الجزية(سبعة الاف دينار سنويا) و ختم الصلح على ذلك.
و قد حققت الجيوش الإسلامية, في عهد عثمان انتصارات ساحقة على حساب الروم غربا و ضد الفرس شرقا, و اجتمعت لدى المسلمين, و خاصة العرب منهم ثروات طائلة. فكان لبني أمية الحظ الأوفر فكانت نقمة على العرب و سببا على مقتل" عثمان" ووقعت بسببها فتنة عارمة أدت إلى معارك ضارية بين ا لقبائل العربية و حتى بين الصحابة و منها معركة"الجمل" و التي واجهت فيها جيوش"علي بن أبي طالب" أنصار عائشة زوجة الرسول صلى الله عليه و سلم. و منهم طلحة  والزبير, و كانت هذه الواقعة بداية لما يعرف "بالفتنة الكبرى". ثم طالب معاوية عليا بن أبي طالب بدم عثمان و اتهمه في اغتياله بصفة غير مباشرة. و كان معاوية قد رفض مبايعة علي, و رفض أيضا التنازل عن ولايته بالشام, و بهذا التقت جيوش الطرفين" بمعركة صفين" و ما نجم عنها من صلح كان خدعة دبرها عمرو بن العاص .
فانقسم أنصار علي إلى" شيعة" بايعوه و "خوارج" رفضوا الصلح, و كفروا علي و معاوية. و كانت"أشجع" من ضمن الخوارج.
إثر معركة"صفين" خرجت"أشجع" على أنصار علي كرم الله وجهه ضمن الخوارج فقاتلهم علي في معارك كثيرة و منها معركة "نهروان " و فيها انصرفت "أشجع" و على رأسها " فروة بن نوفل الأشجعي" في500  من فرسان "أشجع", قائلا :"اعتزل حتى يتضح لي أمر في قتال علي". ونزلت "أشجع" بلاد الدسكرة قرب النهروان بالعراق. بعد ذلك وقعت معركة بين أنصار علي  والخوارج, فهزمهم علي و قتل منهم الكثير و فيهم " عبد الله بن شجرة الأشجعي" الذي سينتقم له أخوه " شبيب بن شجرة الأشجعي" بقتل علي بمساعدة "بن الملجم" و "وردان" من قبيلة تيم.
 























 
الجزء الثاني : نــبدة تاريخية عن بعض رجـالات قبيلة "أشجع"


 


في هذا الفصل من الكتاب سأحاول استعراض بعض الجوانب التي امتازت بها قبيلة"أشجع" عبر التاريخ من خلال التطرق لبعض رجالاتها و بروزهم في المواقف الحاسمة من تاريخ الأمة العربية الإسلامية.
إن الأبحاث التي قمت بها و الكتب و كذلك المخطوطات و المراسلات التي حصلت عليها مكنتني من جمع معلومات مهمة عن البعض من الشخصيات الأشجعية, التي تركت بصماتها في تاريخ العرب و المسلمين, و كان لها دور في الموازين القبلية و الدينية و السياسية.
فكما تقدم الذكر في الفصل الأول من هذا الكتاب, سأعود إلى التعريف بقبيلة" أشجع" و بطونها قبل أن أقدم بإيجاز لمحة عن بعض رجالاتها و أعلامها و منهم الفرسان و رجال سياسة وصحابة  وفقهاء و شعراء ذكرهم المؤرخون العرب و غيرهم في كتبهم التي حصل لي الشرف و ساعدني الحظ في الإطلاع عليها.
 
من المعروف, في جل المراجع التاريخية, أن قبيلة"أشجع" هي قبيلة عربية من أعقاب عدنان. وبالضبط , فقبيلة"أشجع" من ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان. و كانت هذه القبيلة تستوطن ضواحي المدينة المنورة و لذلك سميت بطونها بعرب الضاحية. و قد هاجرت هذه القبيلة مع القبائل الهلالية في القرون الوسطى إلى منطقة المغرب العربي. و استقرت بعدة مناطق  آخرها المغرب الشرقي. و تستقر حاليا بين سهل" تافرطة" و" عيون سيدي ملوك"و البعض منها في سهل "أنكاد" و حسب الرواية الشفوية فإنها جاءت إلى هذه المنطقة قادمة من منطقة" واد كير" و ذلك موازاتا مع تأسيس الدولة العلوية.
و سوف نعود الآن إلى لب موضوع هذا الفصل و هو التحدث عن رجالات "أشجع" و أعلامها  نذكر منهم:
 


1- "معقل بن سنان الأشجعي":

و هو معقل بن سنان بن مظهر بن عركي بن فتيان بن سبيع بن بكر بن أشجع.
كان" معقل بن سنان الأشجعي" من الصحابة المقربين و سيدا لقبيلة أشجع خلال السنوات الأولى للدعوة الإسلامية. كانت له صحبة مع الرسول صلى الله عليه و سلم و روى أحاديث عديدة. حدث عنه سالم بن عبد الله و مسروق و علقمة و الحسن البصري و غيرهم. حضر جل الغزوات و هو حامل راية لقبيلته"أشجع" يوم فتح مكة.
سكن الكوفة فوفد على" يزيد بن معاوية" الأموي فرأى منه أمورا منكرة فسار إلى المدينة و خلع البيعة عنه و بايع "عبد الله بن الزبير". فسرح إليهم "يزيد بن معاوية" جيشا يقوده عقبة بن رياح بن سعد بن ربيعة بن عامر بن عوف بن أسعد بن دينار بن بغيض بن ريث بن غطفان .
فالتقى الجمعان, و على رأس المهاجرين و الأنصار" معقل بن سنان", ووقع قتال مرير قتل فيه سبعون"بدريا"ممن شهدوا بدرا مع الرسول صلى الله عليه و سلم. و قد وقعت هذه المعركة قرب المدينة بمكان يسمى"حرة بن زهرة"
و لذلك سميت" بيوم الحرة". و أسر على إثرها معقل بن سنان و جيء به إلى" مسلم بن عقبة المري" فحكم عليه بالقتل. و أنشد أحد شعراء "أشجع" قائلا:
                 و أصبحت الأنصار تبكي سرتها
                                                                و أشجـــع تنعى معقل بن سنــان
 
و يتبين من هذا البيت الشعري مدى مكانة هذا الصحابي الجليل في قلوب المسلمين و بني عشيرته "أشجع". و لازالت لحد الأن بعض الأمثال تضرب في قبيلة أشجع للتعبير عن هذه الفاجعة.  ويقال" عرفنا الحرة و المرة" أو" عشنا أو شفناها حرة بني مرة". و"الحرة", كما ذكرته هي حرة بني زهرة, أما المرة فهي القبيلة التي ينتسب إليها مسلم بن عقبة المري الذي لطخت يداه بقتل معقل بن سنان الأشجعي رضي الله عنه.
 
و كانت هذه الواقعة هي إحدى الكبائر التي ارتكبها يزيد بن معاوية في حق الصحابة و منهم معقل بن سنان. و ربما يرجع لها السبب في كون اسم "يزيد" يكاد أن يكون منعدما في قبيلة "أشجع", وقد سمعت والدي الأخضر بن محمد بن امحمد يقول مرارا أن هذا الإسم منبوذ في قبيلتنا لأن عبارة"إلعن اليزيد و لا تزد"كانت مشهورة بين الناس.
 
و حسب الرواية فإن معقل بن سنان الأشجعي قد قتل في سنة ثلاثة و ستين للهجرة عن عمر يناهز السبعين سنة.
 
 
٢- عوف بن مالك الأشجعي:

و هو الصحابي عوف بن مالك بن أبي عوف الأشجعي. له صحبة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم. شهد غزوة خيبر و فتح مكة. سكن الشام و توفي بها في خلافة عبد الملك بن مروان. و من ولده: عبد الرحمان و عبد الله و محمد و أبو عمرو و أبو حماد.
كان عوف بن مالك الأشجعي من نبلاء الصحابة, و حدث عنه أبو هريرة و أبو مسلم الخولاني  والكثير من التابعين. و قد قال فيه صلى الله عليه و سلم:"هل أنتم تاركوا لي أمرائي". و كان من الصحابة المفضلين في رفقة الرسول صلى الله عليه و سلم و الحافظين للأحاديث الموثوقة.
 
 
٣- نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف بن ثعلبة بن قنفد بن خلاوة بن سبيع بن بكر بن أشجع بن ريث بن غطفان.
كان رجلا ذكيا و من أكبر دهاة العرب. و لعب أدوارا كبيرة في تدبير العلاقات بين القبائل العربية قبل الإسلام. و مع ظهور الإسلام و احتدام الصراع بين قريش و المسلمين  كان نعيم يتوسط بينهما لحل النزاعات. و في غزوة بدر أرسله أبو سفيان بن حرب إلى المسلمين يخوفهم بكثرة المشركين وفي ذلك نزلت الأية:" الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم..." إلى قوله"مؤمنين".الاية    و السورة
و قد سلف الذكر في الفصل الأول عن إسلام نعيم بن مسعود أثناء حصار المدينة و ما يعرف بالخندق. وإليه يرجع الفضل في خذل المشركين من قريش و يهود و غطفان و غيرهم. فلقد سعى بينهم بما فرق الله به كلمتهم, فوقع بينهم الإختلاف.
و سنعود فيما بعد إلى تفاصيل هذه الملحمة التي كادت أن تغير مجرى التاريخ العربي الإسلامي  وربما تاريخ العالم بصفة عامة.
و سكن نعيم بن مسعود المدينة و توفي بها. و روي الكلبي أن الرسول صلى الله عليه و سلم دلاه في قبره و نزع الأخلة من أكنافه و ترحم عليه. و روى عنه ابنه سليم بن نعيم و كذلك أحد حفدته خلف بن خليفة الذي تنحدر منه قبيلة أولاد خليفة المستوطنة حاليا بعيون سيدي ملوك بالمغرب الأقصى.
 


٤- نوفل بن فروة الأشجعي:

ذكره البري في كتابه:" الجوهرة في نسب النبي و أصحابه العشرة". له صحبة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم روى عنه بنيه فروة و عبد الرحمان و سحيم  وأخرج مسلم عن فروة ابنه, عن عائشة رضي الله عنها, في صحيحه قال حدثنا يحي بن يحي  واسحاق بن ابراهيم قائلا: أخبرنا جرير عن منصور عن هلال, عن فروة بن نوفل الأشجعي:" سألت عائشة عما كان الرسول صلى الله عليه و سلم يدعو به الله قالت: كان يقول" اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت و من شر ما أعمل". نزل نوفل بن فروة الأشجعي بالكوفة(أرض العراق حاليا)  وقيل أنه توفي بها. و خلف ذرية منهم فروة بن نوفل الأشجعي الذي سنتكلم عنه و عن دوره في أخبار الخوارج.
 


٥- فروة بن نوفل الأشجعي:

اطلعت على أخباره في مصادر عديدة و منها كتاب:" العبر و ديوان المبتدأ و الخبر في أيام العرب و العجم و البربر و من عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر" للعلامة" عبد الرحمان بن خلدون" -1332م- 1406م.
و لما اشتدت الفتنة بين المسلمين بعد مقتل عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين, انقسم الناس بين مؤيدين لعلي بن أبي طالب و معاردين له. ووقعت صراعات بين الجانبين. و دارت معركة تسمى "معركة الجمل" بين أنصار علي و أنصار عائشة و طلحة و الزبير. انتهت بانتصار علي وأنصاره. و كانت هذه الواقعة بداية ما يسمى بالفتنة الكبرى لأن العديد من الصحابة قتلوا بها  وقاتل بعضهم البعض.
و بعد ذلك و قعت معركة" صفين" بين علي بن أبي طالب و أهل الشام و على رأسهم معاوية بن أبي سفيان. و كان هذا الأخير قد رفض مبايعة علي و طالبه  بدم عثمان بن عفان. و لما  كان علي و أنصاره و منهم" أشجع" على وشك الإنتصار دبر معاوية خديعة نجم عنها تحكيم رفضه فريق من أنصار علي و خرجوا عليه و سموا بالخوارج. فاجتمعوا بالكوفة و نادوا بشعار" لا حكم ألا لله" . فقاتلهم علي بن أبي طالب بالنهروان و فيها اعتزل منهم فروة بن نوفل الأشجعي في خمسائة من فرسانه و قال:"أعتزل حتى يتضح لي أمر في قتال علي" و نزل بلاد الدسكرة.
و بعد مقتل علي بن أبي طالب و استقلال معاوية بالخلافة خرج فروة بن نوفل الأشجعي لقتال معاوية قائلا لأصحابه:"قد جاء الحق فجاهدوا و اقبلوا". و بقي على رأس الخوارج يقاتل معاوية الأموي إلى أن قتل بمنطقة" شهر زور" حوالي السنة الأربعين للهجرة موافق662 م.




 
٦- عبد الله بن عبد الرحمان الكوفي الأشجعي:


كان من حفاظ الحديث الثقات. ولد بالكوفة و سكن بغداد و بها حدث و كان إماما من أعلم أهل العراق و روى له أصحاب" الكتب الستة الصحيحة". و مات ببغداد حوالي سنة٨٧٨م.
 
٧- معن بن عيسى بن دينار القزاز الأشجعي:

كان يتولى القراءة على الإمام مالك بن أنس و روى عنه و كذلك عن أبي ذئب. و روي عنه الكثير من الأحاديث الصحيحية رواها  عنه ابراهيم بن المنذر الخزامي. مات سنة ٨٢٠م.
 
٨- ابو جعفر الرازي الشجعي:

و يكنى بأبي جعفر السائح. كان من أكابر الزهاد و العباد و قد رويت عنه المعجزات و كذلك بعض عجائب المتصوفة. روى عنه محمد بن يحي الأزدي. و لا يعرف تاريخ وفاته.


 
١٠- أبو مالك سعد بن طارق بن أشيم الأشجعي:


كان من التابعين. و لأبيه طارق صحبة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم, و روى عدة أحاديث. خرج عنه الإمام مسلم فقال: حدثنا سعيد بن أزهر الواسطي قال: حدثنا أبو مالك الأشجعي عن أبيه طارق قال: أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم أتاه رجل فقال: يا رسول الله, كيف أقول حين أسأل ربي؟فأجاب النبي صلى الله عليه و سلم قل " اللهم اغفر لي و ارحمني و عافني و ارزقني".
 

١١- زاهر بن حرام الأشجعي:


صحابي شهد بدرا, و كان يسكن البادية فإذا أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يأتيه إلا بطرفة و كان النبي صلى الله عليه و سلم يحب مداعبته. و روى أبو اليقظان أن رسول الله صلى الله عليه  وسلم داعبه يوما و جاء من خلف زاهر و أغمض عينيه و قال للحاضرين:" من يشتري مني العبد". فرد زاهر الأشجعي :" إذا يجدني سيدا يا رسول الله " . وكان النبي صلى الله عليه و سلم يقول:"إن لكل حاضرة بادية و بادية آل محمد زاهر بن حرام". و المعروف أنه كان لأشجع حلف في بني هاشم .
و من" أشجع" وجدت أسماء عديدة من الصحابة و التابعين لا يتسع المجال للحديث عنهم و منهم على الخصوص الأخوين أحمد بن عبد الملك الأشجعي و عبيد الله بن عبد الملك الأشجعي و كذلك نوفل بن معاوية الأشجعي الذي حدث نصيحة الرسول صلى الله علبه و سلم له بقراءة" قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون..."قبل النوم.
و نذكر أيضا من" أشجع", و مع الأسف" شبيب بن شجرة الأشجعي" و مشاركته في تدبير اغتيال علي بن أبي طالب. كان شبيب هذا من فرقة الخوارج الذين خرجوا عن علي يوم معركة "صفين" ضد أنصار معاوية بن أبي سفيان. و يروى أن فرقة الخوارج عمدت إلى قتل علي و معاوية  وعمرو بن العص و اتهامهم بالخروج عن ضوابط الشريعة في مسألة الخلافة. و قيل أن" ابن ملجم" جلس مع" شبيب بن شجرة الأشجعي" و اتفقا على قتل علي بن أبي طالب بمساعدة ورد بن باخمة بن مجالد بن علقمة بن عبد مناة بن أد بن طابخة, و هو القائل:                              
               ثلاثـــــــة ألاف و عبـــد و قينـــــــــــــة  
                                                                 و ضرب علي بالحسام المصمــــــــــم
 
و كان ورد بن باخمة يرمز بهذا البيت الشعري إلى المهر الذي اشترطته "قطام على عبد الرحمان بن ملجم" في زواجها به .
و هذه المرأة من بني عجل اسمها قطام بنت علقمة كانت ترى رأي الخوارج. و كان علي بن أبي طالب قد قتل أباها و عمها يوم النهروان. و قصة مقتل علي معروفة و ذكرها جل المؤرخين, حيث يروى أن" شبيب الأشجعي و بن ملجم" تلقياه أمام السدة التي يخرج منها إلى المسجد. فبدره شبيب بضربة و أخطأه, لأن" عليا "سقط إلى الوراء, فحمل عليه بن ملجم و ضربه على رأسه  وقال:"الحكم لله يا علي لا لك و لأصحابك". فشد عليهما الناس فحملا عليهم بسيفيهما. فاستطاع شبيب من الإفلات و قبض بن ملجم و حبس, حتى مات "علي" من جراحه, فقتل بعدها بقليل.
و ربما كانت هذه الواقعة هي بداية الإنقسام المذهبي و الحروب بين الشيعة والسنة و كل ما نجم عنها إلى وقتنا الحاضر.
و بغض النظر عن هذه الحادثة المؤلمة, تجب الإشارة إلى أن غالبية "أشجع" كانت قد ساندت "الحسين بن علي بن أبي طالب" لما طالب الأمويين بالنزول له عن الخلافة. و المعروف أن "الحسين" قد استشهد و لازالت ذكراه راسخة في قلوب الشيعة من إيران و العراق و دول آخرى على مذاهبهم.


بعض أخبار قبيلة أشجع في الجاهلية و فجر الإسلام
 
كما سلف الذكر, فقبيلة "أشجع" تنحدر كباقي بطون غطفان, من قيس بن عيلان من العدنانية, و هم بنو أشجع بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
كانت منازلهم ضواحي المدينة و ما يسمى بوادي القرى ضمن بني عمومتهم غطفان:" فزارة " و"ذبيان" و" عبس", و كل هذه البطون من غطفان, كان لهم عدد و ذكر قبل و بعد ظهور الإسلام  وببلاد نجد مما يلي وادي القرى تركوا لنا معالمهم كالحاجر و "أبنى" و" الهباءة" و" أبرق" و"الحنان".
و مع الفتوحات الإسلامية تفرقت غطفان على بلاد الإسلام و ليس لهم بنجد أحد إلا بقايا "لأشجع" حوالي المدينة المنورة .و قد كانت أشجع قد هاجرت مع القبائل الهلالية إلى منطقة شمال افريقيا في القرون الوسطى و ذكرهم بن خلدون في كتاب العبر حوالي "القرن الرابع عشر" و قال: منهم حي عظيم الأن يظعنون بجهات سجلماسة وواد ملوية بالمغرب الأقصى و لهم عدد و ذكر.
قبل ظهور الإسلام كانت "أشجع", ضمن غطفان, معروفة بعصبيتها و فحولة رجالاتها حتى سميت "بأشجع القبائل" و كانوا حلفاء لبني هاشم بمكة و للخزرج بالمدينة. و قد ناصروا الخزرج ضد الأوس يوم بعاث.
و مع ظهور الإسلام و هجرة النبي صلى الله عليه و سلم إلى المدينة ظاهرته أشجع العداء واشتركت في حربه ضمن غطفان. و من هذه القبيلة نذكر "رخيلة بن عائد بن مالك بن حبيب" قائد أشجع يوم الأحزاب مع المشركين.
و قد أتينا على ذكر" نعيم بن مسعود الأشجعي" يوم الأحزاب و دوره الحاسم في انقاد الدعوة الإسلامية ببثه الخلاف و التفرقة بين القبائل المعادية للمسلمين و رسوله.
 
و تجب الإشارة أن علاقة قبيلة "أشجع" بالإسلام و المسلمين كانت تتسم بالصدام و المهادنة تارة  وكذلك بالسلم و الدخول في الإسلام تارة آخرى. و قد قيل أنه نزلت فيهم الأية:" قالت الأعراب أمنا قل لم تومنوا و لكن قولوا أسلمنا و لما يدخل الإيمان في قلوبكم". و قد قاتلت "أشجع" مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة "حنين", و عددهم ألف فارس, فقال النبي صلى الله عليه و سلم :" الأنصار و مزينة و جهينة و غفارو أشجع و من كان من بني عبد الله موالي دون التاس و الله و رسوله مولاهم". الاية    و السورة



أخـــــبار عن كعبة بني غطفان قبل ظهور الإسلام

 
كانت غطفان و من ضمنهم قبيلة "أشجع" لهم آلهة و أوثان يتقربون بها إلى الله, و هذه هي حال جل القبائل العربية في ذلك الزمان. و من أشهر آلهتهم نذكر "العزى" و "اللات".
و حسب الرويات التي اطلعت عليها فإن أحد سادة غطفان و هو "سليم بن أسد" كان قد بنى معبدا بوادي القرى حول بئرو سمي هذا المعبد بكعبة غطفان و يوجد بها حجر أبيض قيل أنه سقط من السماء, و كذلك صنم يسمى باللات.و كانت غطفان و منها "أشجع" تحج إليه و تطوف به عدة مرات كما يفعل المسلمون بالكعبة بمكة. و مع ظهور الإسلام ودخول غطفان و سائر "أشجع" في هذه الديانة, هدمت كعبة غطفان على يد "خالد بن الوليد" بن المغيرة من بني مخزوم.و لا يدر أحد مصير الحجر الأبيض. و ربما عادت غطفان إلى عباداتها أيام حروب الردة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم, و من المعروف أن جل قبائل "غطفان" و منهم "أشجع" قد ارتدت عن الإسلام أيام خلافة أبي بكر و طالبوا هذا الأخير بالإقتصار على الصلاة و امتنعوا عن دفع الزكاة, بل طالبوه بدفعها إليهم قائلين" بالأمس كانت لكم أما اليوم فهي لنا".
و في مصارد عديدة يذكر المؤرخون أخبار ارتداد جل القبائل العربية عن الإسلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم و ادعى بعضهم النبوة و من أشهرهم "الأسود العنسي" باليمن و "طليحة بن خويلد" الذي ساندته بعض القبائل العربية و منهم "غطفان" ثم انصرفت عنه هذه الأخيرة بقيادة "عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدرالقزاري", و لما انهزم طليحة بن خويلد, اجتمعت "غطفان" إلى "سلمى بنت مالك بن حذيفة بن بدر بن ظفر" و كانت قد ارتدت و ادعت النبوة.و قاتلت المسلمين  وهي تقود كل من اجتمع إليها من قبائل غطفان و هوازن و سليم و طيء و أسد. فسار إليهم خالد بن الوليد في جيش من المسلمين و اشتد القتال بينهم. و في هذه الواقعة قتلت سلمى بنت مالك و عادت بعض القبائل إلى الإسلام و منهم "أشجع الغطفانية".




خبـــــــر أشجع في بلاد الأندلــس
 
و من ضمن الإكتشافات التي ثارت إعحابي هو تواجد بعض الأسماء الأشجعية في مصادر عديدة تروي أخبار بلاد الأندلس أيام الفتوحات الإسلامية. و قد راسلتني الباحثة السيدة "دولونا" و هي متخصصة في تاريخ الأندلس, و كانت بصدد إنجاز بحث قيم حول أصول الأسماء العربية بإسبانيا. و كانت دهشتها كبيرة لما أخبرتها بأنني أنتسب إلى قبيلة "أشجع". و من الأسماء التي يتضمنه بحثها يوجد نسب "الأشجعي". و حسب هذه الباحثة فإن بعض العائلات تحمل اسم الأشجعي في كل من "غرناطة" و "قرطبة" و "اشبيلية" و "جيانة" و ذلك بين القرن الثامن و القرن الثالث عشر الميلادي .و من ضمن الشخصيات  التي احتلت مراكز سياسية و عسكرية نذكر "حذيفة بن الأحوص الأشجعي" الذي كان واليا على أقاليم "الأندلس" في عهد الخليفة الأموي "هشام بن عبد الملك بن مروان". و في مصادر عديدة سأعرضها في نهاية هذا الكتاب, يذكر أن "حذيفة بن الأحوص" قد ولي مهام "الأندلس" سنة731م, و في عهده عبرت الجيوش الإسلامية جبال البرانس بقيادة "عبد الرحمان بن عبد الله الغافقي". و تم غزو ما يسمى "بإفرنجة" (فرنسا حاليا) و زحفت الجيوش الإسلامية على المناطق الجنوبية و الوسطى لفرنسا إلى أن وصلت إلى منطقة بين يواتيي و تور فاستشهد عبد الرحمان بن عبد الله الغافقي في إحدى المناوشات مع عساكر الإفرنجة. و قد بالغ المؤرخون الأوربيون في أهمية هذه الواقعة و سموها انتصارا باهرا لقائدهم "شارل مارتيل" على المسلمين. إلا أن دراسات موضوعية تتحدث و تثبت أن سبب تراجع الجيش الإسلامي هو وصول أوامر من دمشق تحثه على تجنب عبور جبال البرانس. و كانت الاستراتيجية من ذلك هو التمركز بشمال الأندلس و انتظار التعزيزات العسكرية القادمة من الشرق  ثم تنظيم حملة قوية تمكن من سحق مقاومة الإفرنج و كل الأمم النصرانية. و لكن هذه الأوامر وصلت متأخرة و بفضل ذلك نجت فرنسا و أمم أوربا الغربية من غزو شامل من طرف الجيوش الإسلامية و لو كان قد تحقق ذلك لكانت مجريات التاريخ قد اتخدت اتجاها آخر.
و من عمال "هشام بن عبد الملك"  على الأندلس نجد "محمد بن عبد الله الأشجعي"(سنة 734م)  وكان أهل الأندلس قد ولوه على أنفسهم بعد وفاة عامل الأندلس "الهيثم بن عبيدة الكناني" و من الأخبار و المعلومات التي تفضلت بها الباحثةJuliana de luna بإرسالها إلي أذكر موسوعة المؤرخ الأندلسي "داود بن عودة". هذا الأخير الذي قام بتصنيف أسباب و أصول الأسماء العربية التي كانت متواجدة ببلاد الأندلس. و من ضمن هذه الأسماء نجد اسم "الأشجعي" و حسب هذه الباحثة فإن الأشجعي هو إسم  كان متواجدا في بعض المدن الأندلسية "كغرناطة" و "قرطبة"  و"اشبيلية" و "جناية". و بعد استرداد الأندلس من طرف النصارى, حوالي القرن الخامس عشر اندثر هذا الإسم إما بسبب  هجرة العائلات الأشجعية إلى بلاد المغرب العربي و إما بسبب تحريف هذا الإسم إلى أسماء لاتنية و منها على سبيل المثال: "ycex" أو"yceja"و أيضا"olledeçeja" أو"ceja" و"zai "و ينطق الجيم خاءا في أغلب الأسماء.
و من الواضح أن العائلات "الأشجعية" التي فضلت البقاء بالأندلس بعد سقوط "غرناظة" حوالي ١٤٩٢م قد حرفت أسماؤها و دخلت مكرهة في دين النصرانية. و حسب اعتقاد الباحثةJ .de luna فإنه بالإمكان العثور على بعض العائلات "الإسبانية" التي لازالت تحمل اسم "الأشجعي" أو  تنحدر منه بفعل التحريف إلى اللغة اللاتنية.
إن هذه المعلومات عن انتشار اسم "الأشجعي" في مجموعة من البلدان و منها الأندلس(اسبانيا حاليا) يبين لنا كيف تفرقت بطون "أشجع" أيام الفتوحات الإسلامية, و كيف استوطنت في مناطق تبعد بآلاف الأميال عن موطنها الأصلي و هو وادي القرى قرب المدينة المنورة.
و سأحاول, بإذن الله, إذا أتيحت إلي الفرصة ماديا و معنويا أن أعمق هذا البحث. و هدفي على المدى الطويل هو الحصول على أكبرعدد من المعلومات و تدوينها للتعريف بقبيلة "أشجع"  وبطونها و أماكن استقرار عائلاتها, و أملي أن يكون هذا البحث مرجعا للأشخاص الذين ينتمون إلى هذه القبيلة.و ربما سيكون منهم الإسبان و الفرنسيون إلى جانب المغاربة و أهل الحجاز و نجد بالمملكة العربية السعودية .





أخبـــــار قبيلة أشجــع منذ استيطانها بالمغرب الأقصــى
 


لقد واجهتني صعوبات كبيرة في العثور على معلومات دقيقة حول الظروف التاريخية التي دفعت بقبيلة "أشجع" إلى النزوح إلى المناطق الشرقية من المغرب الأقصى. و كل المصادر التاريخية التي اطلعت عليها تتكلم عن هذه القبيلة بإسهاب إلى حدود القرن الخامس عشر الميلادي. ثم تكاد تنعدم إلى حدود القرن السابع عشر. و مع ظهور "الدولة العلوية" نجد بعض الأخبار تذكر "قبيلة أشجع" كسند لهذه الدولة في توسعها و حروبها ضد خصومها بشرق المغرب و شماله الشرقي. وحسب المصادر التاريخية فإن مولاي رشيد العلوي قد استعان ببعض القبائل العربية و منهم "أشجع" في حملاته العسكرية لتوحيد المغرب. و لما استقام له الأمر أقطع لهم مناطق شاسعة ومنها سهل أنكاد بالمغرب الشرقي و مناطق أخرى. و حمل معه إلى منطقة سايس قرب فاس بعض بطون "أشجع" و أوكل إليهم حماية العرش و المحلات السلطانية.
 
و تستقر قبيلة "أشجع" منذ ظهور الدولة العلوية بين سهل "تافراطة" و "عيون سيدي ملوك" والبعض منها بسهل أنكاد إلى حدود نهاية القرن الثامن عشر كان عيشهم يعتمد على الترحال  ويتعاطون لتربية الإبل و الخيل و الماشية .
و كانت قبيلة "أشجع" تتكون من ثلاثة أقسام كبرى هي: شراكة و كنانة و لفلالكة. و يتكون كل قسم من عدة بطون نستعرضها كالتالي :
 

لفلالكـــــــــــــة
كنانـــــــــــــة
شراكــــــــــة
 
-أولاد بوناجي
- أولاد موسى
- أولاد مسعود
- أولاد بليماني
- أولاد حموين أحمد
- أولاد العربي بن الطاهر
- أولاد علي بن أحمد
- أولاد محمد بن السلمي
- أولاد بن ساحة
- أولاد أ مبارك
 
-لعبــــــابدة أو اللبــــــابدة
 
- أولاد السبيـــــــع
 
- أولاد محمــــــــد
 
- أولاد أيـــــــوب
 
- مغيـــــزرات
 
- أولاد خليـــفة
 
- أولاد جاه الرحــــيم
 
 
 







   و حسب الرواية الشفوية و كذلك الأخبار التي سمعتها من "والدي الأخظر بن محمد", رحمهما الله فإن جد أولاد امبارك جاء من الصحراء و من ذريته أولاد حماني و أولاد الحراش و أولاد بلفضل و أولاد محمد بن رمضان و للإشارة فإن أولاد امبارك و أولاد موسى و أولاد بن ساحة وأولاد بوكنانة و فريق من أولاد بوناجي هم الذين يقطنون حاليا سهل تافراطا و يتبعون إداريا للجماعة القروية للقطيطير قرب مدينة تاوريرت.
إلا أنني, و رغم الأبحاث التي قمت بها لم أجد معلومات عن بعض بطون "أشجع" و منهم على الخصوص: "أولاد كير" و "أولاد عياد" و "البسايس" و "أولاد يعيش", و ربما كانت هذه القبائل منضمة لبطون أكبر منها عددا في قبيلة أشجع.
و تتحدث بعض الأخبار عن الصراعات القبلية التي عرفتها منطقة المغرب الشرقي منذ بداية القرن التاسع عشر و كانت العلاقات بين القبائل تتسم بالصدام و التحالفات. و قد تزداد هذه الصراعات حدة كلما ضعف النظام السياسي و العسكري بالمغرب. إلا أنه كلما تراجعت سلطة المخزن عادت هذه القبائل إلى عصبيتها و محاولة فرض سيطرتها على القبائل المجاورة. و كانت قبيلة "أشجع" من ضمن القبائل القوية بالمنطقة, على جانبها كانت قبائل أخرى معروفة بقوة شوكتها. و نذكر على الخصوص قبيلة "بني بوزكو" و قبيلة "المهاية" و قبائل "بني يزناسن" (و منهم بني وريمش بني منكوش وبني عتيق و بني خالد....).
و لقد كانت الصراعات تنشب بين هذه القبيلة و تلك. و تنشأ التحالفات ثم تتغير بينها حسب الظروف, و من أسباب هذه الصراعات في غالب الأحيان, كانت المحاصيل الزراعية و المجالات الرعوية هي محور الصدام و التحالفات. و نذكر منها الصراع الذي كان قائما بين بوزكو و أشجع حول مناطق زراعية تسمى" تاونكاط" أو " الركنة". و سأتي على تفاصيلها فيما بعد. و ليس غريبا أن نرى بين بني بوزكو يتحالفون مع أشجع ضد بني وريمش(بني يزناسن) و هزمهم ثم فرض غرامة مالية ضخمة عليهم سنة 1892م.
و كان من قادة أشجع في تلك الحقبة القائد احميدان من أولاد أيوب و قد نصبه المولى الحسن على قصبة العيون, و نذكر أيضا القائد حمادة قائد قبائل بني بوزكو. و القائد حمادة و هو الشريف الودغيري من دوار أولاد بن أحمد القادمين من قكيك حوالي١٧٠٠ م و هم معروفون ب"إعبوين" .
إن إلقاء نظرة عامة عن وضعية المغرب خلال القرن التاسع عشر و مطلع القرن العشرين تبين أنه كان يعاني من أوضاع إقتصادية و إجتماعية و سياسية مزرية. و أصبح محط أطماع استعمارية خاصة من طرف فرنسا, التي كانت تفرض سيطرتها على الجزائر, و كذلك من طرف اسبانيا التي كانت تتربص بشمال البلاد.
و كانت منطقة المغرب الشرقي مسرحا لعدة احداث استغلتها فرنسا فيما بعد للتدخل في شؤون المغرب و الإعداد لفرض ما يسمى بالحماية عليه و من جملة هذه الأحداث:
- لجوء الأمير عبد القادر إلى الأراضي المغربية و مساندة بعض قبائل المنطقة له.
- ظهور المسمى الروكي بوحمارة و خروجه عن طاعة السلطان
- مساندة بوعمامة البوشيخي و بوحصيرة العتيقي لثورة بوحمارة
- انقسام قبائل المنطقة بين "روكيين" و" محمديين"
- مذبحة قصبة بني بوزكو, و سأعود فيما بعد إلى تفاصيل هذه الحادثة و التي قضى فيها القائد حمادة على أربعة عشر قائدا من أنصار بوحمارة.
و في خضم هذه الأحداث انقسمت قبيلة أشجع بدورها بين مساند و معارض للثائر بوحمارة الروكي و هكذا ساندت غالبية أشجع بمنطقة تافراطا المدعي بوحمارة. وكان القائد لخظر ولد السليمي على رأس لفلالكة, و القائد النهاري ولد أحمد ولد السي محمد على رأس بطون كنانة.
أما بقية أشجع بقيادة حمدون ولد احميدان فقد بقيت مساندة للسلطان و أعلنت مقاومتها لبوحمارة  وأنصاره .
و من بين القبائل التي كان لها وزن في المنطقة نذكر قبيلة المهاية هذه القبيلة التي كانت لها علاقات متوترة مع كل من بني بوزكو و بني يزناسن و أشجع و كذلك قبائل شمال وجدة و منهم أولاد علي بن طلحة.
و كانت قبيلة المهاية بقيادة الحاج السهلي من أقوى القبائل في المغرب الشرقي. و الجدير بالذكر أن الحاج السهلي قائد المهاية إلى حدود سنة١٨٩١ م هو ابن الحاج بوبكر ولد ميمون المنحدر من دوار أولاد امبارك إحدى بطون أولاد بركة.
و حسب المصادر التاريخية التي اطلعت عليها فإن قبيلة المهاية قبيلة عربية نزحت إلى شمال افريقيا ضمن بني هلال و بني سليم و بني معقل في أوائل القرن الحادي عشر. و لقد قام أحد سلاطين بني عبد الواد بإنزال قبائل الأثبج و منهم المهاية في منطقة تلمسان حوالي القرن الثالث عشر. و خلال القرن الرابع عشر كانت بطون المهاية تنتجع بين ملوية غربا و جبال بني يزناسن شمالا و الشط الغربي شرقا.
و عن نسب قبيلة المهاية فإن جل المؤرخين العرب يرجعون نسبهم إلى هلال بن عامر,و بالتحديد فإن قبيلة المهاية و بطونها تنحدر من عياض من مشرف بن أثبج بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر. و أصولهم من شبه الجزيرة العربية. و مع نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين كانت قبيلة المهاية تتألف من أربعة أقسام كبرى هي:
١- أولاد بركة
٢- الأعشاش
٣- الوساطة
٤- بني مطهر
و كانت بطون المهاية تجتمع مرة في السنة بمناسبة ما يسمى" بالوعدة" و تعرف بوعدة سيدي عبد القادر بن محمد و قد كانت قبائل المهاية قد ساندت ثورة بوحمارة و أغارت على مدينة وجدة سنة١٨٨٦ م بقيادة الحاج السهلي و تغلبت على قبائل أولاد علي بن طلحة و أجبرت عامل وجدة آنذاك, عبد المالك السعدي على الفرار قاصدا الأراضي الجزائرية فمنعته إياها القوات الفرنسية, وعلى إثرها أرسل السلطان مولاي الحسن شريف وزان مولاي عبد السلام رئيس زاوية مولاي الطيب لفك النزاع بين المهاية و أهل أنكاد.
و لقد ذكرت الحوليات التاريخية كيف كانت نهاية القائد الحاج السهلي حيث أنه ساند ثورة بوحمارة فقامت ضده جميع القبائل المساندة للسلطان و منهم الحاج محمد الصغير ولد البشير على رأس بني يزناسن و أجبروه على اللجوء إلى الأراضي الجزائرية. ثم عاد الحاج السهلي إلى المغرب و قتل على يد أحد أفراد قبيلة أشجع في ٣٠أكتوبر سنة١٨٨٩ م
و رغم العداوة و النزاعات مع قبيلة أشجع فإن قائد هذه الأخيرة حمدون ولد احميدان كان يقدره كثيرا و لعن من قتله و دعى له بالشر حسب الرواية الشفوية التي سمعتها عن السيد مسعود محند ولد بوعلالة رحمه الله.


اشجع القبيلة الغطفانية وقد قال الشاعر الذ ذكرة قصيدته


ومن مثل عبد الله والليث أشجع
إذا قيل في يوم الهياج ألا اركبـوا



هذه قائمة بأهم المصادر التي اعتمدنا عليها في انجاز هذا العمل ....
 

-        كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر: ابن خلدون.
-        الإحاطة في أخبار غرناطة: لسان الدين ابن الخطيب.
-        البيان المغرب في أخبار الأندلس و المغرب: ابن عذارى المراكشي.
-        المعجب في أخبار إفريقية والمغرب: عبد الواحد المراكشي.
-        نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب: المقري التلمساني.
-        تاريخ دولة الأدارسة: أبو عبد الله التنسي.
-        تاريخ المغرب مع المعجم: بن عبد الله عبد العزيز.
-        المغرب عبر التاريخ: إبراهيم حركات.
-        الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية: (في جزأين) شكيب أرسلان.
-        تاريخ غزوات العرب: إبراهيم حركات.
-        رياض الجنة: عبد الحفيظ الفاسي.
-        الدرر الفاخرة بمآثر الملوك العلويين بفاس
-

maryan a dit…

اريد معلوم عن سجع

maryan a dit…

اريد معلوم عن سجع

Unknown a dit…

شكراً لك أخي العزيز على هده المعلومات المثيرة حول اصولنا العربية مع الإشارة إلى أنني انحدر من قبيلة السجع الكائنة بسهول فاس سايس اللبابدة، وانه لشرف كبير لي أن أعلم كل هده الأحداث عن اصولي